كان العراقيون يحاولون بقدر المستطاع من إمكانات مادية ومعنوية في حربهم للوصول بنتائج المعركة إلي الأكثر منطقية والأقرب إلي إفناء عدوهم حتي لا “يرجع لهم مخبر”، لو تحقق هذا الشعار الأثيري، فإنها أقصي ما يتمناه أي قائد ميداني أو إستراتيجي عسكري. فالقائد صدام حسين كان يحث قيادة الفيالق والفرق والتشكيلات عبر هاتف العمليات، وأثناء القتال ويحثهم بأن العدو الآن يزحف علي بطنه كالحية الرقطاء، لأنه مصاب في خاصرته ولابد من الإجهاز عليه، فالوقت مناسب للطرق علي رأسها. هكذا كسب العراق معركة الفاو وشرق البصرة في العام ١٩٨٨م.
القائد القرطاجني هنيبعل برقا، قال مقولته المشهورة: “أما أن نجد الطريق أو نصنعه”. بهذه الدرجة من العزيمة والإصرار إستطاع هنيبعل من تحقيق أكبر إنجاز في التاريخ العسكرية، فمعركة (كاناي)، المثالية في التاريخ الحرب البونيقية الثانية ٢١٦ ق.م، ضد روما بقيادة لوسيوس، فإنه قد أتم الإحاطة الكاملة بالعدو، بينما هو منشغل بالإشتباك مع الخيالة، فقضي عليهم عن بكرة أبيهم ولم “يرجع لهم مخبر’.
في السودان معركة الكرامة، ضد الجنجويد، نشطت غرفة العمليات في معركة ‘دار الإذاعة”، بوضع أكثر الخطط مثالية، للإجهاز علي من دخلوا الأعيان المدنية، فتفاجأ الخصم في ليلة ١٣ مارس ٢٠٢٤م، بأن إنفتحت عليه نار حام من أبواب السماء، حمم المسيرات ودانات المدفعية، ونيران المشاة الجانبية، معركة مثالية أخري في التاريخ ولم يبقي منهم ” نفاخ نار”.
للجيش السوداني قائد متخصص في الخداع الإستراتيحي، البرهان قائد مهني يدرس التاريخ العسكري ولديه شواهده، والضباط يدرسون أرض المعركة بعناية ويحللونها ويضعون الإحتمالات والنهايات المنطقية للمعركة.
ألف تحية للقوات المسلحة المشاركة في معركة دار الاذاعة وعلي رأسهم الكتيبة العاشرة عدل ومساواة، التي كانت ترابط في الجانب الغربي لميدان الخليفة، ضمن الخطة العامة، ونحتسب العريف الشهيد: نصر الدين صالح موسي آدم، من أبناء الحصحيصا، وعاجل الشفاء لعشرة من جنود الكتيبة الجرحي.
#عدالة في كلام مافي#