الخرطوم – أفرابيا
تقرير :مروة الدرديري
لم تشهد الدولة السودانية عبر حكوماتها المتعاقبة علاقة رسمية و واضحة مع دولة الكيان الصهيوني ، واستضافت الخرطوم قمة اللاءات الثلاثة التي تبنت فيها جامعة الدول العربية رفض التعامل مع إسرائيل ولكن كان هناك ثمة تواصل بين بعض حكومات الخرطوم وتل أبيب ولكن بصورة سرية ، وظلت تدعوا بعض الحكومات السودانية لمقاطعة وعدم التعامل مع الدولة اليهودية وفقا لسياسات تنظيمات سياسية ودينية رافضة للتعامل بحكم أنها دولة محتلة للأراضي الفلسطينية والمقدسات الإسلامية .
علاقات سرية
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن إجراء الخرطوم وتل أبيب مفاوضات سرية في الفترة الأخيرة لتسريع خطوات تطبيع العلاقات.
زيارة كوهين
أمس الأول زار الخرطوم بشكل رسمي في زيارة استغرقت يوما واحدا وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين يرافقه وفد والتقى كوهين برئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان و بحضور وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق. وتطرق اللقاء لسبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية. وحث الجانب السوداني الجانب الإسرائيلي على تحقيق الإستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطينى.كما تناول اللقاء أيضا الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم.وبعد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي من المتوقع أن ينضم السودان إلى اتفاقيات “ابراهيم ” والتي كان للولايات المتحدة الأمريكية دورا كبيرا فيها حسب وسائل إعلام عبرية.
جدل كثيف
ودار جدل كثيف اليوم في ولاية الخرطوم حيث امتعض الكثير من أئمة المساجد وبعض السياسيين من زيارة كوهين ، ورأوا أن مسالة التطبيع ليست عادلة باعتبار ان قضية فلسطين ليست سياسية، إنما هي قضية دينية وذلك لارتباطها بالمسجد الأقصى، وقالوا إن خطى كثير من الدول العربية والإسلامية نحو التطبيع يمثل تنازل عن المقدسات الإسلامية والدينية .
سياسيا
رحب مصطفي تمبور رئيس حركة تحرير السودان الموقعة على السلام بزيارة الوفد الاسرائيلي للسودان مؤكدا ان هذه الزيارة لها مابعدها خصوصا وان دولة اسرائيل تعتبر واحدة من الدولة المهمة التي يجب ان تتأسس معها علاقة استراتيجية قائمة علي تبادل المصالح وجزم تمبور أن هذه الزيارة ذوبت كتل جليدية كانت تعيق مسار التطبيع الكامل مع تل ابيب وأشار تمبور إلى ان اسرائيل تحتضن مئآت الالاف من السودانيين الذين فرو من جحيم الانقاذ ووفرت لهم المأوي والتعليم وفرص العمل دون اي مضايقات وبالتالي جاء الوقت المناسب لنعلن ان اسرائيل اخت بلادي ، وقلل تمبور من اهمية التصريحات التي تدين التطبيع مع إسرائيل وتطالب بدعم الفلسطينيين مؤكدا ان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي صراع سياسي يخص الدولتين دون سواهم وان الحل يجب ان يكون بالحوار بينهم .