السبت ٢ ديسمبر ٢٠٢٣ اسطنبول- رصد موقع آفرابيا الإخباري
أنا على قناعة تامة أنه ليس بالإمكان تحقيق تنمية اقتصادية شاملة من غير تطوير الزراعة.
بفضل الله وتوفيقه استطعنا تجديد المبادرة السودانية للأمن الغذائي وتحويلها إلى قرار من جامعة الدول العربية في نوفمبر 2022. ولولا هذه الحرب اللعينة لانطلقنا في تنفيذ هذه المبادرة بالتنسيق مع مجموعات كبيرة من رجال الأعمال في الدول العربية.
الزراعة بشقيها النباتي والحيواني يمكن أن تغطي حاجة الناس ليس في السودان فقط. ولكن في المنطقة ويمكن أن تتعدى المنطقة إلى أسواق العالم.
حصادنا للمياه ضعيف جداً غالب هذه المياه تذهب.. الناس يشتكون من الفيضانات وبعد ثلاثة أشهر نفس الناس يشتكون من العطش.
قدراتنا في تصنيع المنتجات الزراعية محدودة جدا حتى الآن. تذهب كلها خام من غير إضافة قيمة حقيقية لهذه المنتجات.
نشتكي باستمرار من ضعف الإنتاجية. المزارع عندنا في الجزيرة ومشروع الجزيرة أكبر مشروع يسقى بالري الانسيابي في العالم، المزارع ينتج سبع إلى عشر جوالات قمح في الفدان، في الوقت الذي ينتج فيه رصيفه في دول الجوار 40 جوال.
نسبة لارتفاع تكلفة الإنتاج وضعف الإنتاجية، المزارع باستمرار في معاناة، ويبحث عن دعم مستمر من الدولة، ولا يستطيع أن ينافس في الأسواق العالمية، ويضطر للذهاب إلى الدولة لدعمه.
في العام الماضي جاءنا المزارعون يطلبون منا شراء القمح المنتج بما يعادل 38,000 جنيه سوداني، وحينها تستطيع الدولة أن تستورد القمح ب17,000 جنيه السوداني إلى أن تصل المطاحن السبب لأن المزارع بينتج بتكلفة عالية. بمعنى أنه ينتج قليل مقابل الإنفاق الكبير، الذي ينفقه على الفدان وبالتالي، لا يستطيع أن ينافس.
المطلوب استثمار حقيقي في مجال الزراعة باستخدام تقنيات متقدمة، ورؤوس أموال كافية، ورعاية كاملة من الدولة، نستطيع أن نصل إلى المصاف التي نصبوا إليه.
أنا أبشركم رغم الأرقام الغير مبشرة من بعض المنظمات الدولية. والحديث عن المجاعة في السودان، وان عشرات الملايين من الناس يواجهون المجاعة نحن حرصنا الا نخرج من مصيبة الحرب والتي ستنتهي قريباً بإذن الله سبحانه وتعالى لنقع في مصيبة المجاعة.
أول اجتماع عقدناه بعد خروجنا من الخرطوم كان لدعم الموسم الزراعي، وذلك في نهاية شهر إبريل. واستطعنا توفير المدخلات الأساسية للموسم الزراعي. والحمد لله، رغم خروج عدد من الولايات من هذا الموسم، بصورة بعضها شبه كامل إلا أننا أنتجنا الآن من الذرة والسمسم. والسلع الأخرى ما يكفي حاجتنا ويفيض.
إنتاجنا من الذرة في هذا العام أكبر من انتاجنا في العام السابق بفضل الله سبحانه وتعالى، فلن يكون هنالك جوع. لو نجحنا في الموسم الشتوي، وحققنا أرقاماً مبشرة، كما حدث في الموسم الصيفي سنكون في آمان من الجوع بإذن الله سبحانه وتعالى.
أنا أطمئن الناس أن البلد بخير، رغم المأساة التي نعيشها. والحرب في طريقها إلى نهاياتها. وبإذن الله سبحانه وتعالى التمرد في طريقه إلى انكسار كامل. والناس سيعودون إلى ديارهم قريبا بحول الله سبحانه وتعالى.