على مدى الايام الماضية تقوم قوات الدعم السريع باصدار تعليمات وتهديدات للمواطنين في احياء متعددة باخلاء مساكنهم والانتقال الي اي مكان اخر خلال ٢٤ ساعة تحت تهديد القتل ومواجهة العواقب. حدث هذا في جبرة يومي ٣٠ و ٣١ يوليو (الاحد والاثنين السابقين)، وحدث قبلها في الكلاكلة وفي احياء متعددة من بحري.
لا يمكن قراءة هذا بمعزل عما يحدث في جدة، التي يبشر اصدقاء المليشيا في هذه الايام بقرب التوصل الي وقف اطلاق نار فيها، ولكن في حقيقة الامر ان ما يعطل التوصل لوقف اطلاق نار حتى الان هو اصرار المليشيا على الاحتفاظ واستمرار التواجد العسكري في المناطق التي تحتلها باعتبارها “مكاسب عسكرية” ، في ترجمة عملية لعقلية قطاع الطرق التي تسيطر على ذهنية المليشيا.
ابتذال شعار وقف الحرب بدعم مواقف المليشيا التي تؤجج هذه الحرب، وتنظر اليها كوسيلة لتحقيق “مكاسب” والحفاظ عليها هو عار سياسي لا يمكن تغطيته باي اوراق توت. المعالجة السياسية لوقف الحرب ينبغي ان تقوم على الاسس السليمة التي تحفظ امن الناس، وتحميهم من نهب وجرائم الدعم السريع وتعيد اليهم ممتلكاتهم المسلوبة، وتعالج قضية وجود هذه المليشيا بالاساس. وتبدأ عملية حقيقية لاصلاح المؤسسة العسكرية في السودان. محاولة السعي لتحقيق مكاسب سياسية من هذه الحرب، او السعي لايقافها، هو عقلية “قطاع طرق سياسيين” لا تختلف كثيرا عن عقلية المليشيا.
امجد فريد الطيب