مشهد عالمي جديد يتخلق تجاه السودان ويفرز نتائجه
د. محمد عثمان عوض الله
23/9/2024
انتقلت إدانة العالم لدولة الامارات على دعمها لمليشيا الدعم السريع، من مرحلة التقارير الصحفية (لمخاطبة الرأي العام) إلى مرحلة الضغط على الحكومات عبر المؤسسات لإتخاذ موقف تجاه الربط بين الأمارات وجرائم المليشيا.
في هذا المقال نذكر عدد من هذه المؤسسات، ومناقشة هذا التطور و ما يمكن أن يترتب عليه:
1/ اولها وابرزها واهمها هو *الكونغرس الأمريكي* الذي أثبتت مداولاته الرسمية، التهمة على دولة الأمارات. على لسان كل من نائبة وزير الخارجية الأمريكي مولي في، و المبعوث الأمريكي إلى السودان السيد بيريللو. عدد من السيناتورات أرسلوا مذكرات بتوقيعاتهم إلى كل من الرئيس الامريكي، والرئيس الاماراتي، ووزير الخارجية الأماراتي. بخصوص الدعم الأماراتي للمليشيا. كما تقدم أعضاء بقانون يحظر بيع الأسلحة الأمريكية للامارات بسبب استخدامها في جرائم دارفور بواسطة المليشيا. وقد ذكر المبعوث الأمريكي للسودان أن لجنة أمريكية رسمية تحقق في هذا الخصوص.
2/ المؤسسة الثانية هي *الاتحاد الأوروبي*. عبر الرسالة الخطيرة التي أرسلها سفيره في السودان. أوضح فيها بالتفصيل لدول الاتحاد الأوروبي، كل انواع الدعم الأماراتي للمليشيا بالارقام والتواريخ.
3/ المؤسسة الثالثة هي *مجلس الأمن الدولي*. والذي وان كانت الأدلة أمامه مقدمة ضمن شكوى السودان. إلا أن الاعضاء تداولوها ونشروها و علقوا إيجابا على حجتها و مستنداتها وتوثيقها. وقد صارت مرجع ومستند رسمي. مبوب ومدعوم بجميع المعلومات والمستندات.
4/ المؤسسة الرابعة هي *صحيفة النيويورك تايمز* وتقريرها الاخير. وترجع أهميتها كمؤسسة، إلى كونها تعتبر الناطق غير الرسمي باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وقد جاء تقريرها مفصلا بالارقام والتواريخ.
5/ المؤسسة الخامسة هي *وكالة الصليب الأحمر الدولية* التي أدانت استخدام الامارات لاسمها و تخفيها تحت غطاء شعار الصليب الأحمر لتدعم المليشيا.
نكتفي بهذا العدد من المؤسسات الرسمية دون أن نذكر المؤسسات الأخرى، مثل تقارير وكالات الانباء و القنوات الفضائية والشخصيات المؤثرة ذات الصلة. إلا أننا نذكر *الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هيدسون*، الذي ظل وباستمرار يوثق لجرائم المليشيا و مسؤولية دولة الأمارات عنها و يدافع عن سيادة دولة السودان و مشروعية مؤسساته.
*موقف الحكومة الأمريكية:*
لن تستطيع الحكومة الأمريكية تجاهل هذا الضغط الرسمي والشعبي عليها لتتخذ موقفا واضحا تجاوزات تجاه دولة الأمارات. ولا تستطيع التعامي عن المعلومات والأدلة الرصينة والمثبتة التي تربط بين دعم الإمارات و جرائم المليشيا.
اذاً م