أفرابيا
١٥ ابريل لم يعد يومآ عاديآ في تاريخ الدولة السودانية صار يؤرخ به حقبة سياسية وعسكرية هي الاسوء في تاريخنا المعاصر وان أكثر المتشائمين لم يكن ليتخيل ان تنحى السياسة السودانية بعد سقوط الإنقاذ الى هذا المنحى الخطير من التصعيد السياسي والاعلامي والعسكري والوصول لهذه الحالة الحادة من الاستقطاب داخل المجتمع السوداني نتيجة لاطماع حزبية ضيقة من القوى الموقعة على الإطاري
فشل القوى السياسية على التوافق في تشكيل حكومة انتقالية تؤدي الى إنتخابات حرة ونزيهة يختار فيها الشعب السوداني من يمثله كانت سببآ رئيسيآ ومباشرآ للوصول الى مرحلة الصدام العسكري بين القوات المسلحة صاحبة الشرعية الدستورية والقانونية ومليشيا الدعم السريع المتمردة هذه هي القراءة الاولية لما جرى وما يتناوله الاعلام الخارجي لهذه القضية الا ان للقصة بقية وقراءة لما وراء الخبر وما بين السطور ولا تحتاج لكثير عناء لقراءتها فهي اكثر وضحآ لو تتبعت المشهد السياسي والتقاطعات الاقليمية والدولية لاحزاب المجلس المركزي سابقآ او الجبهة الوطنية حاليآ مع الدول الغربية وسفاراتها في الخرطوم والمنظمات الدولية المتمثلة في بعثة الامم في السودان بغرض ايصالها الى السلطة باي ثمن كان حتى لو ادى الامر الى نشوب صراع مسلح
غدر الأشقاء
ظل السودان على مدى تاريخه المعاصر ومنذ استقلاله قلب افريقيا النابض وشريان العروبة المتدفق في كل المجالات التعليمية من اليمن الى الخليج وكان الجيش السوداني حصنهم الآمن كنا في اكتوبر ٧٣ وكنا درع العرب في عاصفة الحزم حين ارتعد الخليج خوفآ من جحافل انصار الله في اليمن قامت الدولة السودانية بكل هذا الادوار من منطلقات اخلاقية وشعورها بوحدة المصير المشترك مع دول الاقليم والمنطقة
الا انه يبدو قد تبدلت القيم والمواقف لدى العرب وتغيرت نظرتهم للقضايا السياسية والاقليمية فشلت الامارت في تمرير مشروعها السياسي عبر الجبهة اللاوطنية المريضة في السودان بالاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية وتحولت الى الخطة البديلة وهي احراق دارفور بالحروب القبلية والاثنية في محاولة منها خلق حالة تشبه الوضع الليبي الا ان هذه الخطة ايضآ مصيرها الفشل لاختلاف الوضع السياسي والإجتماعي
الدور الاماراتي الخبيث المزعزع للمنطقة
هناك سؤال محوري لابد من الاجابة عنه بطريقة واضحة ماذا تستفيد الامارات بتدخلاتها في دول الاقليم والمنطقة بهذه الطريقة الهدامة وغير البناءة ؟ لكي تجيب عن هذا السؤال اولآ يجب ان تنظر للداخل الاماراتي او الفائدة المباشرة لها بهذه التدخلات فالامارات دولة بلا مشروع سياسي فهي مشيخة في حقيقة الامر حكمها اقرب للعشائري وتحالفات اسر كونت هذه الدويلة اذآ تبنيها لمشروع الجبهة اللاوطنية المريضة وسعيها لتطبيق الاتفاق الاطاري يخدم في الاساس قوة اقليمية غيرها حتى وان نالتها مكاسب لن تكون اكثر من مكاسب اقتصادية باعتبارها الدولة الراعية للمليشيا وهذه القوة السياسية في السودان
ومن اجل تنفيذ مشروع الصهيونية العالمية جمعت الامارات المرتزقة من كل غرب افريقيا وجنوب السودان وروسيا ومولت هذه الحملة بكل اسباب النجاح من عتادت عسكري وشراء ذمم دول الجوار وهيأت لها الجبهة اللاوطنية المريضة بالخطاب الداعي للحرب وصوغت اسبابه بتعنت القوات المسلحة في تسليم السلطة للقوة المدنية الديمقراطية بين هلاليين
هذه المؤامرة الكونية كانت تحت سمع وبصر الاستخبارات العالمية ورعاية صهيوعربية من اجل اختطاف الدولة لصالح مشروعها او تفتيتها حال فشله