تقارير آفرابيا
المتابع للأحداث الإقليمية والدولية يتنبأ بأن أوربا سيطالها جحيم الفوضي الأمنية والاقتصادية بعد أن فقدت فرنسا مستعمراتها في أفريقيا وهي تترنح في دعمها للمرتزقة العابرين للحدود للقتال في السودان مستخدمة الإمارات التي تسعي الي توطين نفسها في مستنقعات أفريقيا والسودان
فرنسا تفقد بوصلتها في النيجر ومالي وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطي وتدافع عن بقاءها في دولة تشاد وانتهجت سياسة حرق المعارضة التشادية (FACT ) في حرب السودان وذلك من خلال دعم وتيسير حركة المرتزقة والمعدات القادمة من ليبيا وتشاد الي داخل السودان ولكن ما لا يعلمه الفرنسيون ان اتجاه انحسار الحرب في السودان والقضاء علي المليشيا الارهابية مسألة وقت عندها ستستعر النيران في مستعمرتها تشاد والتي أصبحت جاهزة للانهيار بعد أحداثها الأخيرة.
فرنسا تسعي لاستمرار الحرب في السودان كاحدي خططها لحماية تشاد من الانهيار لكن استيقظت المعارضة التشادية ان الفرنسيين يريدون انهاء المعارضة بزجهم في محرقة السودان وعلي أثر ذلك عادت اعداد كبيره الي شمال تشاد وجنوب ليبيا لبداية نضالهم ضد حكومة محمد دبي التي تتصدع كل يوم
من ناحية اخري لتتدارك فرنسا هذا الخطر تري استمرار الحرب في السودان واشاعة الفوضي هو المخرج الوحيد لسلامة وجودها في تشاد كآخر محطة لها وتزرعت لهذه الاستمرارية بمؤتمر داعم للسودان وكلفت سفراءها في عدد من الدول للدعوة لهذا النشاط خلال منتصف الشهر الجاري وعلي وجه الخصوص تركز فرنسا علي دعوة القادة الليبين وكان للسفير مصطفي المهراج ( فرنسي مغربي) دور فاعل لانجاح هذا المؤتمر دون حياء لم تتم الدعوة لحكومة السودان بل تأكد دعوة فرنسا للجناح السياسي للمليشيا (تقدم) التي تفتقر لاي دعم داخلي وهذا يؤكد ان المؤتمر لا يتعدي الحبر الذي كتبت به الدعاوي
فرنسا وخلفها دولة الإمارات المتحدة ستقودان دول أوربا الي وحل الصراع الاقتصادي والامني في البحر الأحمر والأبيض المتوسط علي حد السواء ما آن للاتحاد الأوربي ان يفيق من غيبوبتة قبل أن يستفحل الأمر حيث ترعي الدولتين مجموعات إرهابية في الجنوب الليبي والنيجر لتغيير المعادلة لصالحهما والذي سيؤدي الي كارثة في دول الإقليم وأوروبا ويتيح الفرص الكافية لتمدد روسيا من خلال صناعة اللأمن في الإقليم في حين تجري الاستعدادات الكبيرة لانتشار الفيلق الروسي الافريقي في شرق ليبيا والذي وصلت معداته والياته الي بنغازي ليكون نواة لنهاية فرنسا في الإقليم وهذا الأمر تتبناه الإمارات العربية المتحدة كاجندة مستترة لا يعلمها الفرنسيين
الدعم الفرنسي للمليشيا الارهابية والإمارات العربية التي تتحدي الامم المتحدة بدعمها الواضح للحرب في السودان كما اثبتته تقارير المنظمات والحكومة السودانية سيؤدي هذا الجهل والتجاهل الي أوكرانيا أفريقية وسيكون المنتصر هي روسيا لسطحية السياسة الأوربية والأمريكية
نهاية الحرب في السودان وتمدد روسيا في أفريقيا يجعل خيار التحالفات الافريقية الروسية امر لا مفر منه والخاسر الأكبر هو الاتحاد الأوربي وامريكا في أفريقيا
قيام الاتحاد الأوربي بتصحيح السياسة الفرنسية وابعاد دولة الإمارات عن المشهد الافريقي ربما يكون الحل الماثل للازمة القادمة والتي تهدد أوربا وامريكا يمكنهم لعب دور إيجابي لكسب ثقة الشعوب الافريقية في ظل السيادة الروسية علي المشهد الافريقي انطلاقا من الشرق الليبي وعملية الكرامة الحفترية الإماراتية الصهيونية المعادية لشعوب المنطقة