يبدو ان ثمه اشياء ومفاهيم ومعتقدات مجتمعية ستتغير بفعل الحرب والتحولات الكبرى الناتجة عنها إذ لا يقبل المنطق والعقل السليم الجمود بعد هكذا أحداث كبرى أثرت في كل مناحي الحياة المجتمعية والسياسية والاقتصادية
الا ان هناك فئة ترفض وظلت متمسكة وتصر على التخندق والتمترس في التاريخ الذي سبق ١٥ ابريل لسببين : ١/ هذه القوة السياسية جزء أصيل وشريك في العملية العسكرية التي هدفت لاختطاف السلطة مع المليشيا الارهابية
٢ / هذه القوة السياسية لديها تقاطعات ومصالح مع الدول والمنظمات الداعمه لهذه الحرب ومولتها بالسلاح والمرتزقة وهياة لها الخطاب الإعلامي والسياسي ٠
بحساب الربح والخسارة السياسية ترى هذه القوة السياسية تخندقها في اليوم الذي سبق ١٥ ابريل يحفظ لها وجودها وتماسكها هذه الرؤية السطحية الفطيرة لو تمعنت فيها القوة السياسية الداعمه للمليشيا فهي اكثر تكلفة لها في الراهن السياسي والمستقبل القريب والبعيد على وجودها ايضآ هي لا تملك خيار القفز من المركب الغارق والكفيل الجنجويدي والإماراتي لديهم من الوثائق والأدلة على تورطها في هذا المشروع من ما يجعلها تفكر الف مرة قبل اتخاذ مثل هذا الخطوة من أجل كل هذه الأشياء فلا يمكن ان ننتظر ان تلعب هذه القوة غير الأدوار المرسومة والمدفوعة من قبل المليشيا والراعي الاقليمي والدولي حتى لو كانت نتائجها قتلآ وتشريدآ للشعب السوداني فهو ثمن زهيد في نظر الامارات وكلاب صيدها المحليين ٠
لكن ماهو غير معقول وغير مقبول ان ترى قوة تدعم القوات المسلحة تبني مواقفها السياسية في ظل هذه الأزمة التي يعاني من الشعب السوداني بكل شرائحه على ميزان الربح والخسارة السياسي وتريد أن تكون متصدرة للمشهد في المواقع السيادية للدولة وبعضها وصلت به الوقاحة ان يقوم بالابتزاز السياسي بلا خجل او احترام لمشاعر الأمة المكلومة من جراء هذا العدوان الغاشم هذه المواقف المخزية لم تكن سرية فقد جرت مناقشتها في لقاءات في جوبا حتى وصلت وقاحة بعضهم بمطالبة رفاقهم ان يتخذوا موقف الحياد من هذا الصراع في موقف يبين مدى هشاشة هذه الاحزاب ومواقفها السياسية ٠
هذه الحرب ستغير كل المفاهيم التقليدية للدور السياسي للاحزاب في اليوم التالي للحرب والا فهو الطوفان الشعبي المنحاز خلف القوات المسلحة واستقرار الدولة.