الاحتفاء بالانتصارات العسكرية او التحركات العسكرية لهذا الطرف او الاخر، لا يتسق مع المطالبة بوقف الحرب او السعي لحل سياسي لاستعادة السلام والاستقرار. الذي يفعله البعض برفع شعار وقف الحرب وانتقاد لمن يسمونهم “بلابسة مناصرين للجيش” في حين انهم يغضون العين عن احتفاليات اعلام المليشيا واحتفاءهم بعملياتهم العسكرية بل حتى احتفاءهم بجرائمهم، ويشاركونهم فيها في بعض الاحيان، هو تدليس مؤذي لجهود وقف الحرب التي يزعمون انهم جزء منها، ومجرد استهبال سياسي واخلاقي منقطع النظير. وكذلك فان مناصري الجيش الذين يشجعون تحركات الجيش العسكرية ويشتكون من انتهاكات المليشيا في ذات الحين، فانهم يتجاهلون ان استمرار هذه الحرب وحدوثها داخل المناطق السكنية المدنية هو الاساس الاكبر لحدوث هذه الانتهاكات ضد المواطنين.
هذه الحرب، هي حرب سيئة ، وكل اطرافها سيئون وافضل ما يمكن ان يحدث لها هو ان تتوقف وايجاد سبيل سياسي لحل المليشيا وانهاء وجودها المؤسسي واصلاح حال الجيش بتحويله لمؤسسة قومية موحدة وملتزمة باداء ادوارها القانونية والدستورية بعيدا عن السياسة.
اما بالنسبة للقوى المدنية، فالمواقف السياسية في المجال العام لا يمكن اتخاذها في الخفاء فهي متعلقة بالناس وحياتهم وتخصهم وتأثر عليهم بشكل مباشر. والناس ليسوا اغبياء واذا كان يخجلكم موقف معين فاعيدوا النظر فيها بدلا من محاولات خداع الناس.
حفظ الله السودان وشعب السودان
أمجد فريد الطيب