*متي يكون سلطان في مجتمع زنجي سلطاناً وليس فلقناي تابع لحزب جلابي يوظف معاناة شعبه؟
*العنصرية، القبلية والجهوية، تعمي صاحبها أن يري انتهاكات حقوق الإنسان إلا في نفسه، ويجهل المرء الطريق الصحيح لاسترداد الحقوق. الآلآلم احيانا تعمي العيون وتحرض علي الانتقام. لكن العقل والضمير الإنساني دوما علينا أن نتبعها.
سعد عبدالرحمن بحر الدين سلطان دارمساليت، ساهم في إيراد شعبه الهلاك، ويمضي في أن يوردهم المزيد من الهلاك باي دعوة يدعوها لحرب مجددا وليس وقف الحرب اولا والتزام المنطق والعقل وأتباع طرق قانونية.
ما حدث في الجنينة ٢٠٢٣ هي نتيجة ومسلسل لنفس الجريمة والانتهاكات التي بدات منذ ٢٠٠٣، والضحايا هم أنفسهم والجملة هم أنفسهم. ودعواتنا دائما علي وقف الانتهاكات أولا، والتواصل مع الجنائية الدولية، والسعي لبناء دولة ونظام.
وكان علي سعد بحرالدين أن يكون منذ اليوم الأول رجل سلام فهو لم يكن رجل حرب حقيقي. وكان عليه أن يدعو للسلام ودولة دستور يحترم حقوق الإنسان، ويرفض منهج الهمجية والعنصرية، وان يعمل على نزح سلاح للمدنيين، واسترداد الحقوق بطريقة قانونية.
والمنطق والواقع يفرضان عليه الآن في أن يعمل ويسعى بالدعوة الي السلام. واو يتعلم كيف يعمل للسلام وأهميته، ولا يدعو أبدا للحرب أو العنف ردا أو تصعيدا. والعمل لاجل السلام ونبذ العنف هو مدخل أخلاقي وانساني ووطني لبناء مؤسسة دولة ونظام فدرالي في السودان بعد تصفيتنا معا لدولة الابرتهايد الجلابي واوليقارشية وفلاقنتهم.
والدعوة الي السلام واحترام حقوق الإنسان ونبذ العنف هو أحد عوامل زراعة امل وطاقة معنوية، وقوة في نفوس الشعب المنهار، وهو لاجئ ونازح، وتبصيرهم بقدرتهم في صناعة السلام والتسامح. وتبصيرهم بحقوقهم في الحياه، و في الأرض التي ورثوها ولدوا فيها. السلام واحترام حقوق الإنسان هو خيار سعد بحر الدين في ملجأه الذي حرب إليه اعزلا. واذا اراد أن يدعو للحرب كان عليه ان يبقى في مكان الحرب.
ويكون الدعوة للسلام واحترام حقوق الإنسان ذلك بلقاءته مع مسؤولي الأمم المتحدة،، ورجال دولة في أي دولة يزورها، ويفهمون قيمة الحياة، وبارسال بلاغ أو ذهابه الي المحكمة الجنائية، ومجلس حقوق الإنسان، والاتحاد الأفريقي.
لا يمكن للأجئين أن يكونوا ادوات حرب ومحل تحريض للعنف وهم ضحايا العنف والحرب نفسها والتي هربوا من جحيمها منذ ٢١ سنة وعاشوا فيها بين الخوف والرجاء
لايعقل أن يطالب أحد اللاجئين بجمع أموال لشراء سلاح أو تحريضهم للقتال، فهم بحاجة إلي تلك الأموال للحياة التي لجؤ بحثا عنها.
واي دعوة كذلك تسهم بلا شك في جريمة الانتهاكات التي تجري الآن ويدفعها إليها بتحريض قبلي وعنصري مضاد من الجانبين ويكون ضحيتها الأبرياء.
لابد من وقف العنف والحرب والتحريض لهما اولا، ولابد من التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ومنظمة الأمم المتحدة في إكمال التحقيقات فيما وقعت من جرائم وانتهاكات، ولا تزال تجري حتى الآن وتقديم المسؤولين المحاسبة، وإنصاف الضحايا. وأخلاقيا يجب عدم توظيف هذه الانتهاكات لجهات سياسية، أحزاب أو حركات أو جماعات مسلحة.
التحريض والتحريض المضاد يساهم في تفاقم الانتهاكات وافلات الجناة السابقين من العقاب ويستمر معاناة الضحايا.
في المحكمة الجنائية الدولية يستطيع سعد بحرالدين أن يقدم شهادته روايته لجريمة انتهاكات حقوق الإنسان بالجنينة بل ومنذ ٢٠٠٣، وذلك اهم واجدي من ذهابه وراء حزب جلابي يعمل عميل للخابرات المصرية.
العمل الأخلاقي يكون ينقد وجود دولة ابرتهايد عنصري ومليشيات تتحالف وتتقاتل علي جثة سلطة ديكتاتورية. والدعوة الي دولة دستورية فيدرالية.
في وجود دولة ونظام ودستور وقانون ومؤسسات لا يحدد سلطان أو رئيس مواطنة إنسان استنادا علي قبيلته وعرقه وثقافته ودينه بل القانون هو من يحدد حقوق السكان الإنسانية وحقوق المواطنة، سواء هذا في دارمساليت أو أي دار أمة زنجية أخري، أو في حواكير المجتمعات التي تعتبر نفسها عربية. والدولة الحديثة يحدد مرجعية دستورها ميثاق الأمم المتحدة والعهود والمواثيق الدولية الملحقة بها. والديمقراطية تقوم علي احترام حقوق الإنسان.
تحويل سعد نفسه من فلقناي الجلابي في زمن نظام الديكتاتور البشير الي فلقناي الجلابي بيد الأحزاب التي تسعى لإعادة نفوذها بنفس دولة الابرتهايد الجلابي. هو يعني تحويل سكان دارمساليت بين ملكية أحزاب الجلابي واوليقارشيتها الطفيلة داخل نظام دولة الابرتهايد نفسه.
وما قلناها لسعد بحر الدين هو القول نفسه لقادة القبائل والافندية خاصة في مجتمعات الأمم الزنجية، في ديارها المجاورة لدار مساليت في غرب دارفور، دار ارنقا، دارقمر، ودارجبل، وبقية دارات الأمم الزنجية من كانوا فلاقنة الجلابي في إبادة وتطهير شعوبهم. ويلحق أيضا زعماء المجتمعات التي تعتبر نفسها عربية في دارفور وكردفان والذين كانوا جمجمويت الجلابي وفلاقنة.