ظن الكثير إن كارثة الإقتتال صبيحةال15ستنتهي في اسبوع ولكن مع استمرارها تغيرت الخطة
الذين أتوا من خلف الحدود هدفهم جني المال
لايمكن إيقاف الزحف الا عبر عدة طرق
الخرطوم – أفرابيا
منذ إندلاع الحرب في صبيحة ال 15 من شهر أبريل الماضي ، راجت كثير من الأحاديث و الإتهامات حول مشاركة أجانب و مرتزقة في صفوف الدعم السريع خاصة من بعض دول الجوار وغيرها ، على سبيل المثال إفريقيا الوسطى، تشاد ، النيجر
إدريس محمود لقمة مسؤول ملف الأسرى بحركة العدل والمساواة السودانية ( الكتلة الديمقراطية ) في حوار أجرته (أفرابيا للخدمات الصحفية) حول هذا
الموضوع وأثره على الوضع الأمني ودول الجوار والدوافع والأسباب وراء الإلتحاق بصفوف هذه القوات، والعديد من قضايا الراهن السوداني.
حاورته:مروة الدرديري
لك الكلمة د. إدريس
شكراً إدارة افرابيا الإعلامية لطرح هذه القضية المهمة
إذن ما السبب المشجع وراء الإلتحاق بصفوف الدعم السريع قبل بداية الصراع ؟
عند إشتداد المعارك بين الخليجين والحوثيين تفتحت مصادر دخل إضافية للمجموعات العربية في البلدان الإفريقية، والذين كانوا بعيدين عن المدنية ويعيشون حياة بدوية يتخللها الفقر والجهل فوجدوا فرصة سهلة وأصبحوا مقاتلين في الدعم السريع ، حيث كان يتم تفويجهم لليمن في عمليات قتالية وما إن عاد بعض الذين قاتلوا في اليمن بالمال حتى تفتحت شهية كل الشباب في البوادي ،ومع إستمرار الوضع وزيادة المدخل المادي كان هناك من يفكر بعقلية أكبر ونواة لتأسيس دولة يكون لها إمتداد من النيجر ومالي مرورا بتشاد وافريقيا الوسطى حتى السودان ،ومع السلطة المطلقة لدى قيادة الدعم السريع بعد سقوط البشير ومؤتمره الوطني سارعوا في وضع أسس لها وتم توزيع الرقم الوطني للمجموعات الإثنية في دول الجوار على غرار عهد البشير، وبل أكثر توسعا، ولعب الأهالي دورا هاما في تشجيعهم بالهجرة إلى السودان بصورة واسعة.
هل كان للأجهزة الأمنية في السودان دور في تسهيل عملية الإلتحاق ؟
بالطبع ان عمليات إلتحاق مجموعات من الشباب المقاتلين كانت تتم تحت رعاية الدولة والأجهزة الأمنية فيها وفي السودان حدث مثل هذا للمشاركة في دحر التمرد دون إكتراث عما يسببه في المستقبل ووجد القادمون وضعية قانونية وامتيازات مالية تتم عبر تشجيعهم بالهجرة الى السودان للإستيطان في أراضي المجموعات الداعمة للتمرد وهذا أثر بشكل كبير إذ إنتقلت الآلاف من الأسر وإتخذوا من أراضي دارفور مسكنا لهم
يعني ذلك ان هناك دوافع للجماعات الملتحقة ؟
نعم هناك دوافع سياسية ونتيجة لضغوط جعلت تلك الجماعات أن تترك بلادها ، إذ أنها تريد ملجأ لها في دول الجوار ريثما تحقق أهدافها، لافتاً إذا نظرنا إلى الوضع السوداني الحالي فإنه لايختلف كثيراً عما دار في ليبيا من قبل ، و إستعانت الجهات المتحاربة بالمرتزقة سواء كان من إفريقيا أو روسيا أو تركيا وغيرها.
بالنسبة للسودان ما أثر التداخل القبلي ؟
من المعلوم أن بعض دول غرب أفريقيا كالنيجر ، ومالي، والكاميرون، توجد بها تجمعات للقبائل الرعوية، حيث تجد أن بعضهم هاجر منذ سنوات نتيجة للتغيرات البيئية ، وآخرون هاجروا نتيجة للحروبات التى وقعت في تشاد خلال الثمنيات القرن الماضي واستقروا فيها خوفا على حياتهم ثم تكاثروا وأصبحوا جزء من المكونات السكانية فيها .
أما بالنسبة لهجرتهم تجاة السودان فقد بدأت بعد إندلاع (القضية السودانية) الحرب في دارفور في عام 2003 وما تلتها من سنوات الحرب .
تعتقد انهم كان لديهم نصرة قضية معينة منذ بدء الحرب؟
ان كارثة الإقتتال في الخرطوم صبيحة يوم 15 أبريل والتي كان يعتقد الكثيرون أن المعارك ستنتهي في غضون أسبوع ،ولكن مع إستمرارها تغيرت الخطة
الوضع بحيث أن الذين أتوا من خلف الحدود وكان هدفهم جني المال ،وما إن وجدوا الفرصة مواتية ونتيجة غياب الواعظ الديني والإنضباط في مؤسسة الدعم السريع تم نهب البنوك، وممتلكات الشعب من السيارات ،والمعادن النفيسة، وتم تدمير المنازل والمخازن ونهبها.
وبالتالي أن هؤلاء ذهبوا بالمنهوبات الى بواديهم ومدنهم في داخل البلاد وخارجها مما شجع الأخرين للالتحاق بالقتال، لجمع أكبر قدر من المغانم وليس نصرة لقضية معينة ، لذلك أصبح الإتيان بالمنهوبات من السودان على لسان الحكامات والغناء الشعبي والتمجيد على سبيل المثال في دول مثل مالى والكاميرون ، في قرى قروة، ومروة ، وسهول نهر النيجر .
وفي النيجر كمثال لا” يرضين الفتيات او الام بعقد قران الزواج، إلا بأن تاتي بسيارة من الخرطوم”.
وبذات العقلية ترك الآلاف من الشباب ماشيتهم ونوقهم، وسط الوديان والفيافي، وقفزوا على ظهور السيارات و الدرجات النارية المتوجهة صوب الخرطوم، مع دعاية إعلامية مكثفة عبر سوشل ميديا من الداعمين للدعم السريع.
كيف تنظر للوضع الأمني ؟
نجد أن الأوضاع الأمنية الهشة في غالب الدول الإفريقية وبالأخص دول جنوب الصحراء، والدول ذات التداخل القبلي، وعدم الإعتراف بالحدود الجغرافية لدى القبائل المتواجدة في أكثر من إمتداد جغرافي، سهل مهمة الإرتزاق وعبور المكونات إلى المناطق الملتهبة بالصراعات والإغتنام من ورائها رغم وجود معارضة تجاهها .
هل يمكن أن يتوقف المد؟
لايمكن أن يتوقف الزحف إلا بالطرق الآتية :
في البداية أولاً :اما عملية سلام شامل يعقبها وقف إطلاق نار مع وجود مراقبين دوليين،
او محليين ، ووضع حداً لعمليات حمل السلاح ،ثم تكوين اليات لجمع السلاح، ووضع رقابة أمنية مشددة بمشاركة كل الأطراف.
ثانيا : أما بهزيمة الدعم السريع وإخراجها من المدن وجمع سلاحهم وعندها ينتهي العشم في النهب مع تكوين ركائز الدولة.
ثالثا: أن تلعب الإدارات الاهلية دورا راشدا في التوعية ومقاطعة المجرمين
رابعا: المطالبة بتعاون أكبر من دول الجوار ،إفريقيا الوسطى، ودولة العبور في تشاد وذلك للتشديد على حدودها مع عبور المقاتلين أو المتفلتين من وإلى.
في النهاية توجيه نداءات للمجتمع الدولي والإتحاد الإفريقي للمساهمة في محاربة الظاهرة حيث أن عدم استقرار أي دولة يعني مهدداً للسلام والامن الدوليين
من ضمن ماذكرت هناك مسروقات ومنهوبات ظهرت في داخل البلاد وخارجها ماتقيمكم لها وكيف يتم إستردادها ؟
ان عودة المنهوبات التى عبرت الحدود أرى أنه ليس بالسهل إسترجاعها في هذه المرحلة خاصة الأموال النقدية والمجوهرات، ولكن السيارات يمكن تتبع مسارها بعد وقف الحرب بالمشاركة مع البوليس ( الانتربول ) الدولي وتعاون كامل للدول التى ذهبت اليها المسروقات وذلك يتطلب توثيق عمليات النهب بقدر المستطاع وعلى الأجهزة الأمنية في السودان تجنيد عملاء لها في الدول المعنية لمتابعة السيارات والأجهزة المنهوبة لتسهيل المهمة مستقبلا ، وكما وهو معلوم دولة النيجر أبدت رغبتها في التعامل وهذه بشريات جيدة.
هل يمكن أن تتم محاسبة ومعاقبة مرتكبي هذه الجرائم وكيفة استردادها ؟
أرى ان المحاسبة والمعاقبة لم تأتي بالسهولة إلا بنهاية الحرب ولابد لكل مجرم أن ينال جزاءه مهما تأخرت ولم تسقط القضايا بالتقادم ويتطلب الأمر التعاون من الكل في الداخل والخارج لإنجاز ذلك.