أفرابيا
القلق الأمريكي و الأوروبي من تزايد الضحايا جراء قصف الدعم السريع للأعيان المدنية لا يمنح المدنيين الإطمئنان ولا يردع المليشيا موقف خجول لا يتناسب مع جرائمها ولم يتطرق للجهات الداعم لها بالسلاح والذخائر كنا نتوقع ان يكون الموقف الأمريكي والأوروبي اكثر وضوحآ من هذا العدوان ويعمل على ايقافه لضمان سلامة واستقرار هذه المنطقة من العالم الا اننا ايضآ لم نعول على الدور الامريكي لايقاف هذا العدوان رغم قدرته على ذلك من اول ايام العدوان ٠
معظم المتابعين للشأن الاقليمي يعرف ان الدول العظمى سمحت لدولة الامارات بان تلعب دور شرطي المنطقة وتحارب الانظمة ذات المشاريع المناهضة للامبريالية والصهيونية العالمية بالتحديد الانظمة ذات التوجه الاسلامي الا ان الحالة السودانية بعد الثورة لم تسير كما تشتهى الدول ذات الاطماع في الدولة السودانية لذلك عملت على تعقيد المشهد وإغراقه في صراعات سياسية عبثية كانت سببآ مباشرة لانداع هذا الصراع المسلح ٠
لقد تجاوزت الامارات كل الخطوط الحمراء في سعيها لتفتيت المنطقة وتقسيمها وتحويلها لدول فاشلة وادخالها في دوامه عنف مدمرة ستظل اثارها مستمرة على المدى المتوسط والبعيد ٠
نرى ان القوات المسلحة يجب ان تمضى في اتجاه حسم المعركة عسكريآ وسياسيآ دون النظر للقلق الامريكي او الاوربي الذي لا يسهم في ايقاف عدوان المليشيا ولا داعميها في الاقليم من تزويدها بالسلاح والمرتزقة ٠
نهاية هذه الحرب ستمثل بداية حقبة جديدة بكل تاكيد الوضع لن يكون كما كان قبل الحرب ستتغير الكثير من التحالفات الاقليمية والدولية بالاخص في المحيط العربي والافريقي بعد هذه المواقف الباهته من معظم الدول العربية الافريقية اتجاه هذا العدوان المدمر على الدولة السودانية ٠
الحديث عن اي عملية سياسية في هذه اللحظة سيفاقم الازمة ويطيل امدها مما يضاعف من معاناة الشعب السوداني ٠
الاتحاد الافريقي وغيره من المنظمات الاقليمية يجب ان لا يصروا على احياء اي عملية سياسية قبل الانتهاء من العمليات العسكرية وتهياة المناخ الذي يضمن نجاحها ٠
اذا كان الاتحاد الافريقي جادآ في انهاء هذه الحالة عليه ان يعمل مع كافة الاطراف الساعيه لحل هذه القضية عبر منبر جدة وفق رؤية الحكومة السودانية لانهاء هذه الحالة اما جلوسه مع الاطراف السياسية لايجاد صيغ سياسية للفترة المقبلة قبل انهاء الحرب هو اهدار للوقت والجهد وتعميق للازمة الراهنة ٠