يعتبر مشروع السوكى الزراعي واحد من اهم المشاريع الزراعية المروية فى البلاد الا ان المشروع واجه عدد من التحديات والعقبات.
بيد انه وبالرغم من المعوقات والتى ادت الى خروجه عن دائرة الانتاج لثلاثة سنوات إلا أنه عاد لدائرة الإنتاج هذا العام مرة أخري رغم الظروف الاستثنائية. لمعرفة كيف عاد لدائرة الإنتاج اجرينا لقاءا قصير برئيس مبادرة تأهيل مشروع السوكى الزراعي المهندس عمر هاشم فإلى مضابط الحوار:
متى تأسس مشروع السوكى الزراعى وماهى اهم التحديات
مشروع السوكى الزراعي: المشروع تأسس في 1971. في بداية الحقبة التنموية التي انتظمت البلاد إبان حقبة مايو. وتقدر مساحة المشروع التأسيسية ب 90 الف فدان ولاحقا امتدت الي أن وصلت نحو 120 الف فدان. وعدد المزارعين حوالي 12500 مزارع يملك أو يحوز المزارع الواحد، علي مساحة 10 فدان في المتوسط. تزرع فيه محاصيل نقدية مثل القطن والفول السوداني صيفا وزهرة الشمس ومحاصيل أخري شتاءاً.. يروي المشروع ري تكملي في الموسم الصيفي بعدد باربع طلمبات سعة الطلمبة الواحدة 9 متر مكعب في الثانية. وقد حصل إحلال لهذه الطلمبات 2010م بأخرى أقل جودة وكفاءة سعة الواحدة 7.5 متر مكعب في الثانية، تعطلت هذه الطلمبات في 2015م وفشلت وزارة المالية سداد فواتير الصيانة التي تقدمت بها وزارة الري، وتوقفت الطلمبات عن العمل في 2021م، وتوقف الري وبالتالي توقف المشروع عن الإنتاج.
تم صيانة الطلمبتين في 2023م بعد أن دفعت وزارة المالية فاتورة الصيانة التي قدمت في 2017 مبلغ 157 الف دولار كطلب لوزارة الري قدمت في 2017م، وتم الدفع في 2022م، وحينها حصل ضرر اكبر للطلمبات وزادت الأعطال. وفي هذا الموسم تمكنا من صيانة طلمبتين بموجبه تم زراعة مساحة في حدود 65 الف فدان ذرة والان نحن علي مشارف الحصاد.
و حتى يعمل المشروع بصورة طيبة يحتاج إلى إحلال كامل للطلمبات الأربعة بالإضافة إلي انشاء مضرب في شمال المشروع قسم وداونسة اللتان عن الطلمبات الحالية بحوالي 80 كيلو متر في الوقت الذي يبعد نفس القسم عن النيل الازرق حوالي 14 كيلو متر عند مضرب عصار حيت تم التصديق بمضرب وطلمبات إضافية لقسم وداونسة، اكثر الاقسام تأثرا بالعطش.
التحدي الثاني هو قضية الإمكانيات الزراعية، وشح مصادر التمويل، لا شك حتى نتمكن من الإنتاج ورفع الإنتاجية وهو الهدف الأساسي من العملية الزراعية لابد من تطبيق التقانة أو الحد الأدنى من الحزم التقنية مثل تحضيرات جيدة، نثر سماد داب، مراعاة التوقيت المناسب، تقاوي محسنة موصي بها، ري كافي، سماد يوريا، تطبيق مبيدات موصي بها، والحصاد بالآلة. وتطبيق هذه الحزم يحتاج إلى تمويل والتمويل اما عبر البنوك أو الشراكات التعاقدية وللأسف الاثنين غير متوفرين البنوك يفضلون التمويل بضمانات رهن عقاري أو خطاب ضمان من بنك السودان. وهذه الشروط تعتبر شروط تعجيزية بالنسبة للمزارعين الصغار وهم يمثلون 87% من جملة ملاك وحائزي الأراضي الصالحة للزراعة بالسودان والبنوك يرفضون تمويلهم وفقاً لموجهات وسياسات التمويل الأصغر لبنك السودان. احيانا لهدم اقتناع مديري الفروع والاستثمار بنوع الضمانات التي جاءت في سياسات التمويل الأصغر واحيانا لمجرد إشباع مزاجية مديري الفروع، اما شركاء الإنتاج الآخرين لاحظت هذا العام انهم نأوا بأنفسهم عن التمويل بل رفضو الدخول في أي عقود شراء مدخلات زراعية وتشبثوا أما بالدفع النقدي (الكاش) او ضمان بنكي ..!!!وهنا نحتاج لتدخل الدولة في تطبيق سياسة التمويل الأصغر وفق مواجهات وضوابط البنك المركزي حتى نتمكن من تفادي مزاجية موظفي البنوك في التأثير سلبا على طلبات التمويل.
ماهى الخطوات التى تمت لتمويل هذا الموسم
استطعنا بجهد كبير جدا من وزير الزراعة والغابات الاتحادي، د. أبوبكر البشري وتدخل وزير المالية د. جبريل إبراهيم، تمكنا من الحصول على تمويل متواضع من البنك الزراعي، عبارة عن سماد يوريا عدد 13730 جوال، بالرغم من أننا تحصلنا عليه بسعر غالي يكاد يكون مضاعف وبعد سلة روح، ومع ذلك كان لهذا التمويل اثر بالغ في دعم جهود الري بالمشروع.
ونطالب الدولة بتوفير تمويل وتسهيل اجراءات تمويل صغار المزارعين. وحمل المصارف علي تطبيق سياسات التمويل الأصغر دون الالتفاف احيانا والرفض احيانا أخري.
ماهى خصوصية مشروع السوكى باعتباره بعد مشروع الجزيره من حيث التأسيس
الحديث عن المشروع يجرنا للحديث عن الزراعة فى السودان، من الثابت ان السودان بلد ذات طبيعة اقتصادية مبنية على الزراعة او الاقتصاد الزراعي بسبب الامكانيات و مقومات الانتاج الزراعي الكبيرة حيث يملك حوالى 50 مليون فدان اراضي صالحة للزراعة وحوالى 10 انهار، بعضها موسمية والبعض الاخر غير موسمية، ومياه عذبه صالح لرى هذه المساحات والاراضى الخصبة، يندر ان يكون ببلد ما على مستوى العالم ، مما جعل من السودان سلة غذاء العالم او الغذاء العربى ولكن بنفس القدر و لاسباب كثيره لم تستغل هذه الاراضى للانتاج وعالميا معدل انتاج الفدان متوسطة 20جوال فما فوق ، الا أن معظم اراضى السودان أما غير مزروعة أو مزروعة، ولكن تنتج فى حدود 6الى 4جوال او اقل. السبب يرجع الى ضعف وشح الامكانيات وعدم تطبيق التقانات او عدم تطبيق التقانة لعدم توفر الامكانات الزراعية حيث نجد أن تكلفة الفدان في حدود 150 الف جنيه سودانى، فى المتوسط، ايا كان نوع المحصول الذى يريد ان يقوم المزارع بزراعته بمايعادل 20$ وهو رقم ليس بكبير اطلاقاً، ومع ذلك عجزت الحكومات توفيرها لتحضير وتوفير تقانات للفدان المنتج لزراعة محاصيل نقديه حتي ترفد خزينة الدوله بالعملة الصعبة، وان يساهم فى تحقيق امن غذائي للسودان
الان لو كنا امينين وصادقين فإن ثلث المزارعين تحت خط الفقر الشديد و لا تتوفر لهم وجبة يوم. احد المزارعين تحدث خلال ورشة عمل عن التمويل الزراعيه إقامته جمعيات المنتجين بمشروع السوكى. حيث قال إنه مزارع لأكثر من 50 سنة ومع لذلك فإنه في منزله لا يملك حتي حمار. مما يعنى انه لم يستفيد طيلة فترة 50 عاماً والسبب الإنتاج المتدني بسبب الزراعة التقليدية بسبب شح الامكانيات وغياب التمويل وهي قضية مشتركة بين الحكومة والمزارع. وتتحمل الحكومة بشكل اكبر المسؤولية. لانها عجزت ان تجعل الزراعة من اولوياتها بل اهملتها تماما.
المزارعون ايضا يعانون من مشاكل رى فى المشاريع المرويه، جراء عدم توفر الاسبيرات. وعجز سداد فاتورة الكهرباء وعدم قدرة وزارة الري علي تطهير القنوات بسبب عدم توفر الأموال اللازمة.
وماهى ابرز العقبات التى تواجه الحصاد أبرز التحديات هي الآفات الزراعية، من بعد ما تمكنا من ري مساحات مقدرة ري تكملي تقدر ب نحو 65 الف فدان، وصلت طائرة الرش بعد أن تأخر وصلوها قليلا، ولكن نحمد الله انها وصلت إلا أنها غادرت قبل تكملة العمل ربما لجهة أكثر حوجة، أيضا من التحديات قلة امكانيات المزارعين، وهم بحاجة لتوفير مبالغ للحصاد مثل الخيش و بعض المبالغ النقدية لعمليات الحصاد ولدينا في هذا الصدد تواصل مع بنوك من أجل توفير مبالغ كتمويل حصاد حتي لا يضطر المزارع في الدخول في ديون يجبره علي بيع إنتاجه بأسعار غير عادلة تسرق منه جهده.
هل هناك تواصل مع أي وزارات اخري بخلاف المالية والزراعة؟
هناك وزارتي التجارة والصناعة اولا وزارة التجارة وبنك السودان معنيين بمساعدة المنتجين من الإفلات من مصيدة التجار، الذين تعودوا علي أن يستلموا إنتاج المنتجين الصغار بمجرد الحصاد، من أجل سداد ماعليهم من التزامات. بنك السودان قبل الحرب كان بصدد التنسيق مع وزارة التجارة لإنشاء منصة تجارة إلكترونية تعين المنتجين علي بيع محاصيلهم دون الحاجة الي الذين يسرقون جهدهم بأسعار متدنية للغاية. ولكن نشوب الحرب حال دون تنفيذ هذا البرنامج الطموح. أيضا لوزارة الصناعة مسؤولية كبيرة جدا في حماية المنتج والإنتاج، وذلك عبر الصناعة نستطيع تفادي تصدير الإنتاج الخام، الذي يباع احيانا بربع سعر الإنتاج إذا دخل في سلسلة إنتاج عبر الصناعة
وكذلك وجود مصنع ولو تقليدي يحمي المنتجين الصغار من سرقة إنتاجهم باسعار السوق السوداء
ولنا في البصل والطماطم والسمسم نماذج، احيانا ينزل السعر لمستوي أقل من سعر تكلفة الترحيل أو التعبئة.
يتسأل البعض عن خلاف مع ادارة مشروع السوكى واين وصل هذا الخلاف
نعم لدينا خلاف حقيقي وكبير وجذري مع الإدارة. والخلاف وصل مرحلة بعيدة جدا، ولكن لدينا التزام ادبي مع جهات عليا و مع حادبين علي مصلحة المشروع طلبوا أو التمسوا منا عدم تناول موضوع الخلاف مع الإدارة في المنابر الإعلامية، وبالرغم أننا نري العكس أن علي الجميع أن يعرف الحقائق دون غطاء أو دس. ولكنا نحترم التزاماتنا الأدبية
وننتظر ونمهل من يعملون علي حل الخلاف 48 ساعة غالية خطرة وضارة لان العمل الذي من المفترض أن نقوم به قد توقف بسبب هذا الخلاف، ومثال لذلك موضوع حماية المحصول ولقد اتسع دائرة التلف. نوعد المزارعين أن التهاون في القضايا الأساسية والحقوقية للمزارعين الضعفاء تعتبر خيانة. ولن نقبل التهاون
أما نستطيع الدفاع عن المزارعين الذين امتصو دماءهم حوالي ثلاثة عقود بالاشتراك ما بين الإدارة وممثلي المزارعين وحتي الجهات المتعاقدة
او نذهب
لا خيار ثالث.
هل لديكم فى المبادره استراتيجية لتطوير المشروع بعد دخوله عملياً دائرة الانتاج
في هذه المرحلة لمجموعة المبادرة لدينا هدفين،
حماية المحصول والحصاد
و الدخول في زراعة شتوية محدودة
امابعد
هذه المرحلة
تخطط المبادرة لموسم صيفي كبير واستثنائي لزراعة أكبر مساحة ممكنة بزراعة قطن وذرة في المساحات الرئيسية ثم محاصيل نقدية أخري في مساحات اصغر. في سبيل الوصول لذلك تتضمن خطة عمل المبادرة في المقام الأول: الى جانب إضافة طلمبتين اخريتين لتصبح الطلمبات العاملة عدد 4 طلمبات حاليا الطلمبات الشغالة 2 وثالثة في الصيانة وسوف نعمل علي ادخال أو تكملة توصيل الطلمبات الجديدة الأربعة الصغيرة والتي هي بمثابة طلمبة واحدة عبر التعاون المميز والاستثنائي ولن نكتف أيادينا ونقول المالية دفعت والمالية رفضت، وسنلجأ لطرق استثنائية لتنفيذ ذلك في فترة لا تتجاوز الشهرين من اليوم دون الخوض في تفاصيل اكثر.
ايضا أثناء تنفيذ موضوع ادخال الخدمة طلمبات إضافية سوف نكثف التنسيق والتواصل مع جميع شركاء الإنتاج حتي المنظمات لان ظروف المنطقة تستحق أن تشارك المنظمات وذلك من أجل توفير الحد الأدنى من التقانة المطلوبة لزراعة عدد 100 الف فدان صيفي أن شاء الله، وهو أمر قد يراه البعض بعيداً ولكنا نراه قريب إن شاء الله. ونحن في مجموعة مبادرة تأهيل مشروع السوكي الزراعي ناخذ هذا الأمر مسألة أخلاقية وواجب أخلاقي ومسؤولية اجتماعية وفردية
لا يقبل التهاون أو التنازل أو التقصير. ونطلب من الشباب والخريجين ورؤساء الجمعيات أن يرتفعوا لمستوي المهام والمهمة. وانت كشاب متعلم يبدأ واجبك بالتوعية من داخل قريتك عليك أن تنقل مجتمعك الصغير وتغير في العقلية التي تزرع بدون تقانة وتنتج 5 جوال للفدان الي الزراعة عبر التقانة. الجميع يستطيع أن يضيف والخطا أن نقف متفرجين . المشروع والزراعة والسودان كله يمر بظروف استثنائية
لماذا نتفرج
لماذا نكون سلبيين
ننتظر من والي الي متي؟ هذه رسالتي ومناشدتي لشباب هذا الوطن الذي يمر بظروف استثنائية تتطلب من الجميع التفكير والتحرك خارج الصندوق.