حوار : مروة الدرديري
إنعقدت امال الكثير من السودانيين بعد عودة طرفي الصراع إلى طاولة التفاوض في جدة، في اتفاق جديد ينهي معانة السودانيين ولكن سرعان ما تبعثرت هذه الآمال وظهرت أولى خطوات التعثر في المفاوضات بإعتراض الدعم السريع علي مشاركة عضو حكومي في التفاوض، إضافة إلى قيام الدعم السريع بمحاولة الاستيلاء علي نيالا. ولإستكشاف أراء بعض القوي السياسية السودانية فيما يدور الان في ظل هذه التطورات المتلاحقة التقت آفرابيا بالاستاذ علي ادم أحمد مستشار التخطيط الإستراتيجي لحركة تحرير السودان قيادة مصطفى تمبور
ماهو رأيكم في المفاوضات الجارية حاليا في جدة وهناك أنباء عن تعثر الجلسة الإفتتاحية
لن تفضي هذه المفاوضات الي شيء وذلك لإختلاف الرؤية والأهداف بالنسبة للطرفين الدعم السريع عايز يظل موجود في المشهد والجيش عايز يصل إلى نهاية هذه الحقبة
لذا فإن الجلوس للمفاوضات وحده لا يعني الرغبة في السلام فالهجوم على نيالا يبرهن أن الدعم السريع لا يرغب في السلام إلا وفق شروط القوة الداعمة له سوى في الداخل والخارج.
وان ايقاف نقل الحرب الى دارفور كان يمكن أن يكون افضل موقف لابداء حسن النيه.
الأنباء تشير إلى أن الدعم السريع رفض وجود أحد أعضاء التفاوض؟
هي حجج غير موضوعية ولا يمكن أن تجعل الطرف الاخر يمتنع من أن ينخرط في عملية السلام.
بإختلاف الرؤية والأهداف هل يمكن الوصول لأرضية مشتركة في هذه المفاوضات ؟
العامل الخارجي مؤثر على الدعم السريع في اتخاذ القرارات اصلاً الارضية المشتركة موجودة
والارضية المشتركة لا تعني التوصل لحلول اذا لم تتوفر الإرادة المستقلة في إتمام عملية السلام
فإعلان المبادي الذي وقع عليه الدعم السريع كان يمكن أن يكون ارضيه مشتركة تؤدي لإنهاء هذه الحرب إذا التزم به.
إذا لم يتم الإتفاق هل يمكن القول إن البلاد ستدخل مرحلة أخرى ربما دخول قوات أممية أو إفريقية ؟
أخشى من أننا متوجهون إلى الحالة الليبية وهي أسوأ الإحتمالات في هذه الحرب ونقل الصراع لصراع مناطقي لكن السودان لديه تجربة سياسية مختلفة عن الوضع في ليبيا مما يجعل هذه الفكرة غير قابلة للتطبيق
وخيار دخول قوات غير وارد لسببين :
أولا الان هناك بوادر صراع محتمل بين ارتريا واثيوبيا وقد حشدت اثيوبيا ألوية عسكرية صخمة على الحدود مع ارتريا و في اي لحظة ممكن ان ينفجر الوضع
ثانيآ : الاتحاد الأفريقي منقسم بشأن الصراع السوداني هناك دول مؤثرة سترفض هذا مثل مصر والجزائر وغيرها من الدول.
الإعلام في السودان لم يقم بدوره المطلوب في هذه الحرب لتوضيح الصورة للمجتمع واعتمد طرفي الصراع على وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك واتساب وغيرها في نقل مايدور هل تتفق مع هذا الرأي؟
المنظومة الإعلامية الحكومية كانت دون مستوى هذا الحدث الضخم و مواقف الحكومة من الدول الداعمة لهذه الحرب لم تكن واضحة ونجد إلى الآن السفير الاماراتي مرحب به في السودان مع ان كبريات الصحف العالمية والمنظمات أشارت للدور الإماراتي الغير بناء في الأزمة السودانية
والإعلام جزء من الأدوات التي تستخدم في الحرب
والحرب في السودان لم تكن نتيجة لإحتقان لحظي بل أعد لها الدعم السريع جيداً و ظهر من خلال التحركات والتموضع العسكري حتى الغرف الإعلامية التابعة للمليشيا الإرهابية كانت مستعدة لإدارة معركة إعلامية وظهر هذا من خلال الضخ الإعلامي المكثف والمبرمج مع كل مراحل القتال. وهو ما غاب في الجانب الحكومي.
بعد دخول الحرب شهرها السابع هل لا زال موقف الحركة مؤيداً لوجهة النظر الحكومية؟
موقف الحركة واضح في هذه الحرب هو الإنحياز للدولة وإنهاء تمرد الدعم السريع وبسط هيبة الدولة على كامل التراب السوداني ولا زال كما هو لم يتغير وسيظل.