الخرطوم – أفرابيا
إطلعت على مقال نْشر بتاريخ اليوم ٢٥ يناير لعام ٢٠٢٤ وكاتبه الناطق الرسمي لحركة وجيش تحرير السودان، بعنوان بابنوسة القِميرة، وأشار كاتبه جملةً من القضايا لتشخيص طبيعة الأزمة السودانية الحالية منذ ١٩٥٥ واقعة توريت، وأكد على أن السودان يحتاج إلى تغيير جذري وبناءه من جديد، وذلك يعني جلياً للقارئي أن كاتب المقال يريد أن يكشف ما دار بينه وبين قائد مليشيا الدعم السريع قبل كتابة هذا المقال بيوم واحد في نص يعليق على أحداث مدينة بابنوسة.
وهو ليس غريباً أن الإصطفاف السياسي الداعم للدعم السريع ليس فقط إنه يلتقي معه أو يلتقط معه صورة. فإن الصورة وجدت رفضاً واسعاً لدي جماهير الحركة وغيرهم من الداعمين لا سيما الجماهير التي تعرضت لابشع الإنتهاكات الجسيمة ونهب ممتلكاتها واغتصبت أرضها.
أن المقال يستلف مصطلحات المجلس المركزي والمليشيا وتناسى مصطلحات الحركة التي تروج لها ما يؤكد أن الحركة تفتقد لبنية مفاهيمية ثابتة وتتحرك وفق الموج السياسي العاصف، فموج المليشيا يعصف بالحركة التي ظلت تتبنى قضايا شعبنا منذ ٢٠٠٣ دون أن تأتي بشيء لهم.
تحدث الناطق الرسمي للحركة في لقاءاٍ معه براديو دبنقا، أن لقاءه بحميدتي الغرض منه إنهاء الحرب، وهو حديث كلٌ من يلتقيه إلا أن حديثه يكذبه هو بنفسه في نص المقال، وأن ذلك أيضاً يُقرأ تجاوزاً للمؤسسية التي إختطفها هو ورئيسه اللذان يعيشان حالة من التخبط وفقدان الرؤية.
لم تسعد ابداً هذه اللقاءات غير المدروسة أهلنا في معسكرات النزوح وفي الفاشر، زالنجي، وطور ونيرتتي وقولو وفي جميع المناطق التي تطمع فيها المليشيا أن تدخلها وتستولى عليها.
في يوم الهجوم على زالنجي لم تصدر الحركة بياناً واحداً تدين فيه إنتهاكات المليشيا ضد النازحين في معسكر الحصاحيصا رغم عن تصدي عضوية الحركة للهجوم ودافعوا عن أنفسهم حتى آخر لحظة. وبعد سقوط الفرقة توالت الإنتهاكات والتصفيات الجسدية لعضوية الحركة وللنازحين في المعسكر، وفي سابقة لا إنسانية البتة، رفضت المليشيا توزيع المساعدات الإنسانية للنازحين في معسكر الحصاحيصا، في سابقة ليست جديدة من المليشيا التي تتبنى منهج الإستعلاء العرقي في هذه المناطق ولاتزال تمتلك الصورة الذهنية القديمة سيئة الذكر في أيام الإبادة الجماعية التي نفذتها ذات المجموعة ضد أهلنا في قار سيلا، ومكجر، ووادي صالح…إلخ ، لقد تناسى رئيس الحركة كل هذه الإنتهاكات التاريخية.
يعتبر اللقاء مستفزاً لرئيس هيئة أركان الحركة يوسف كرجكولا الذي قدم من ليبيا إلى الفاشر لحماية أهله والذي قبل أيام دارت بينه وبين المليشيا معارك ضارية إستبسل فيها وجنوده ولقن فيها المليشيا درس لن يجعلها مرة أخرى مواجهته.
حركة وجيش تحرير السودان تضرر منها شعبنا كثيراً في كل الفترات، ولم يجني منها شعبنا سوى المررات وتخييب الآمال، لذا هجر الآلاف من الشباب إلى دول المهجر والآلآف منهم سقطوا طعاما للحيتان والالاف منهم تجار مهمشين في الأسواق ورغم كل ذلك. تطاردهم الحركة في كل مكان وتجبرهم على الولاء والطاعة ودفع الأموال دون وجه حق في تعامل أشبه بالجزية.
بهذا اللقاء إنتهى لهؤلاء الإثنين رئيس الحركة وناطقه بريق ولمعان الحركة لدي النازحين واللاجئين وستزيد من مطامع المليشيا لدخول جبل مرة وممارسة العبودية وطرد أهلها الذين لهم الآلاف السنين لم يدخلهم احد حتى المهدية.لابد من توقيف هذا التخبط وحسمه وتفويت الفرصة لهؤلاء وتقديم يوسف كرجكولا.